مثلما يميتُ النوم قليلًا
8 مايو 2019
احتراف الأنا
في الهوة دمع سارب
ونظرة فالتة من عنق الرؤى
جاء الوحي
فكان العطش لرؤيته يبزغ كل أناة
ناظرًا للشمس المصلوبة على الأفق
أتحرى الغيب الكامن فيَّ
من يخرج من عيني دبابيس العتمة؟
أعمى كلما فتحت عيني
وأكثر عماءً كلما أغلقتها
بين شقوق الذات أتقرّاني
ماءً يتقرّى انخفاضاته
ما الحلم الناضج كالبرهة إلا أنتِ
أطرق الأبواب بأكفّ الصدى
فاتحًا بالغيم متسعًا للتذكر
ضباعُ المساء تمزق لحني
بينما وحده الحزن يعزف من لوني أنهارًا
مشلولة كل عين بكت في الظلام
بلا أمل في الحنو
ويمضي النهار شفيفًا
كهمزةِ وصل على الخاصرة
أرث لبحار على اليابسة
متى يستقيم الأفول؟
فيخلعني النوم فوق الأنا لأراها
كما الشمس واقفةً لا تلوب
ضياء مراق على جبهة الريح
يهدهدني لونها المستباح
فما الوحي بعد احتراف الأنا؟
سوى حفنة من ترابٍ تسد العيون.
إغفاءة العاشق
أخدع النوم بالتذكر
وفانوس القمر الذابل
يدفع ظلي
بينما ترقب صحوي
نار أضرمها الحبُّ وسار
ما زال القلب هزيم الأحزان البائتة
ودمعي اللازب هشيمًا أسقطه
أذكركِ
أذكر إغفاءة نهد مغارتك
فتزور شفتاك النبع المذروف على كتفي
فمك تفاحة شمسي
أقول ولا أغفو،
تجثم فوق الجفن الأوسان
ويهب النوم على الجسد المنهك
لكن الذكرى تمحو الموت
وتزيل الغبشة
فتتراءى أحداق النشوة في ظلي
ويزف الليل عروس تذكره لسريري
أما الحب فينضج
بين الإغفاءة والذكرى
فأحوش الناضج من عنبي
وأذكر
أن السم الصاعد في الدولاب
يقطِّر في الحقل سنابل سودًا،
وخيالات
تنشد أن تنزع عنها لون الماء
بيضتكِ
ترقد في تابوت الصحو
وتنسى أن النوم يميت قليلًا
ثم يعود ليحيي.
اقرأ/ي أيضًا: