1. ثقافة
  2. نصوص

صارت مثلي تشرب الشاي البارد

22 ديسمبر 2015
خالد تكريتي/ سوريا
عبود سمعوعبود سمعو

أنا لا أفعل شيئًا يا أمّي
 سوى الاحتفاظ بجثّة الممكن
 وتدريبها على المشي
 من دون أن تستند على الجدار المائل
 وفي كلّ مرّةٍ نقع
 يستقيم الجدار
***

أثرثر معها 
أحدثها عن بودلير 
وعشيقاته
والحيّ اللاتيني 
فتغفو على يدي 
مثل قطة أرستقراطية 
أنهكها الجوع.
***

اصطحبتها بالأمس 
إلى مبنى الشؤون العقارية 
لاستخراج خريطة موقع 
رأت صورتها على الطابع المالي
فاندهش الموظف والسمسار 
وعاملة التنظيفات وبائع الطوابع 
ونسي الموظف أن يأخذ رشوته.
***

علمتها التدخين 
وتجهيز اللوحة 
صارت مثلي تشرب الشاي البارد 
وقهوة الإسبريسو 
وأدمنتِ النظر 
إلى نصف الكأس 
الملآن
بأعقاب السجائر.
***

غالبًا ما تذكّر الحرب 
والقذيفة 
وتؤنث الأمل 
وتجمعُ الزيت والزعتر في إناء واحد.
***

كلّما تشاجرنا
ترفع سماعة الهاتف 
تضع جواز سفري بين فخذيها
فاغرة فمها
تطلب مني أن ألتقط لها صورة.
***

عندما نشاهد نشرة الأخبار 
تتظاهر بالنوم 
في الوقت الذي 
تملأ الجثث المكان 
أنهرها 
فتقف أمامي رافعة سبابتها 
بوجهي وتصرخ 
لا أريد أن أموت.

اقرأ/ي أيضًا:

الأمل.. في صورة ملتقطة بتاريخ أمس

وجه الغريب عطشٌ قديم

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة